الخميس، 28 يوليو 2011

عتيــــقة


تمر كل صباح من هنا .. ذاهبة الى عملها رفقة صديقتها الوحيدة
تمران بلا نفس ولا كلمة معظم الاحيان لتعودا مساءا بنفس الخطا والصمت
عاشت حياتها وكأنها لم تعش ولا رأت الدنيا ومتاعها
سوئل سيدنا نوح عليه السلام ..كيف وجدت الدنيا يا نبي الله وقد عاش فيها سنين طويلة فقال
كمن دخل من باب وخرج من اخر
ياااااااه... اهاكذا انتِ يا دنيا فأين لذاتك وطيباتك التي اخذت الطغاة وجعلت منهم متكبرين لا يخشون الله في شيء؟ واين هم وكيف صاروا هاؤلاء الجبارين
رحلت عنا اليوم عاتقة تمنت من هذه الدنيا زوجا صالحا ولم تنله
رحلت بلا شيء
كنت دائما اراها وهي ذاهبة لعملها او عائدة منه لم اكلمها يوما لكنها دائما ما تسال عني والدتي وتبعث لي معها سلامات وتدعوا لي كثيرا ..كانت ممتلئة الجسم  يظنها من يراها انها بكامل قوتها وصحتها لا تزعزها الآلام لكنها فجأة مرضت لتعاني الآلام وتتوقف عن العمل وتدخل المستشفيات وتعاني الامرين وتخر قواها شيئا فشيئا الى ان وافتها المنية ليلة البارحة 27 جويلية 2011 
ليلة وكأنها تزف الى عريسها ليلة الاربعاء وتسكن تحت اللحود يوم الخميس وتغطى بالتراب وكأنها لم تكن يوم من ايام اواخر شهر شعبان ايام فقد ويدخل علينا زائر كريم بنفحات ايمانية لم تكن من اهل رمضان هذا العام ...رحمك الله واسكنك فسيح جناته يا عتيقة

ايا دنيا كيف لي ان احب العيش فيكي وانت تغدرين محبيكي
ليتني ما وجدت فيكي ولا استنشقت هوائكي.. ليتني... ياااااااليتني لم اكن شيئا مذكورا ولم آنس من اهلك يا دنيا